كيف نضمن التزام الشركات الاستثمارية بالمسؤولية الاجتماعية دون تأثير على الربحية؟
تعرف المسؤولية الاجتماعية للشركات Corporate Social Responsibility بالتزام الشركة بأن تسلك سلوكاً أخلاقياً وتساهم في التنمية الاقتصادية المستدامة من خلال العمل مع جميع الأطراف ذي المصلحة لأجل تحسين حياة المواطنين بوسائل تحقق من جودة أنشطة الشركة ولا تؤثر على تحقيق الربح ، حيث أن المسؤولية الاجتماعية تولد آثار اقتصادية واجتماعية وبيئية تعزز من وجود الشركات في السوق وتضفي شرعية على سلوكها ، وخلال هذا المقال سنوضح نحن مكتب السلامه للمحاماة والاستشارات القانونية كيف يمكن تحقيق هذه المسؤولية بدون تأثير على الربحية.
محتوي المقال
لماذا يقع على الشركات السعودية الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية؟
في السنوات الأخيرة، أصبحت الشركات السعودية محط أنظار عالمية، ليس فقط بسبب حجم الاستثمارات أو مشاريع البنية التحتية العملاقة، بل أيضًا بفضل التوجه المتسارع نحو الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية، فلقد صعدت المملكة إلى المرتبة 16 عالميًا في مؤشر المسؤولية الاجتماعية لعام 2024 – بحسب تقرير IMD – يؤكد أن القطاع الخاص السعودي يسير بخطى واثقة نحو التميز الدولي ، والعديد من التقارير الدولية بدأت تُصنّف الشركات السعودية ضمن قائمة الشركات المؤثرة اجتماعيًا في المنطقة.
وهذا يعني أن الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية لم يعد فقط استجابة لمتطلبات محلية، بل أصبح ضرورة لمواكبة التوقعات الإقليمية والدولية، ومفتاحًا مهمًا للوصول إلى الأسواق العالمية، والتحالفات الاستراتيجية، والثقة المؤسسية الدولية.
بالإضافة إلى أنه تُعد المسؤولية الاجتماعية للشركات (CSR) أحد الركائز الأساسية في مسيرة التحول الوطني التي تقودها المملكة ضمن رؤية السعودية 2030، والتي لم تكتفِ بتشجيع هذا المفهوم، بل أدرجته ضمن مستهدفاتها الوطنية الرسمية.
ففي الهدف السادس من الرؤية، تم التأكيد على تمكين المسؤولية الاجتماعية، وتحديدًا في الهدف الفرعي (6.2) الذي ينص على “تمكين الشركات من المساهمة الاجتماعية”، ويليه المؤشر (6.2.1) الذي يركز على “تعزيز قيام الشركات بمسؤوليتها الاجتماعية”. وبذلك، أصبح هذا الالتزام جزءًا من الإطار الاستراتيجي الوطني وليس مجرد مبادرة تطوعية.
إذن المسؤولية الاجتماعية لم تعد ترفًا مؤسسيًا، بل أصبحت ركيزة قانونية، وتنموية، واستراتيجية في عمل الشركات الاستثمارية السعودية والالتزام بها اليوم هو استثمار في الغد، يتوافق مع الرؤية الوطنية، ويُعزز مكانة الشركات محليًا وعالميًا، لعدة أسباب:-
- التزام وطني تنموي: المسؤولية الاجتماعية أداة لتحقيق التنمية المستدامة، ودعم أولويات الدولة في مجالات الصحة، التعليم، البيئة، وتمكين الفئات الأكثر احتياجًا ويعكس انخراط الشركات في الأهداف الوطنية، ويُعزز مكانتها كشريك في بناء المستقبل.
- متطلبات الحوكمة والامتثال: الأنظمة والقوانين الحديثة (وخاصة قواعد الحوكمة في هيئة السوق المالية) تُشجّع على وجود تقارير عن الأثر الاجتماعي والبيئي، مما يعزز الشفافية والرقابة المؤسسية.
- تحقيق ميزة تنافسية: الشركات الملتزمة بمسؤوليتها الاجتماعية تحظى بثقة المجتمع، وتحقيق ولاء العملاء، وقدرة أكبر على جذب الكفاءات وبالإضافة إلى إنها تضيف بعدًا أخلاقيًا يُظهر التزام الشركة بالقيم الإنسانية والاستدامة، ما ينعكس إيجابيًا على صورتها المؤسسية.
- فرص الدعم الحكومي والتحفيز: الجهات الحكومية تقدم حوافز وتسهيلات للشركات التي تُبادر في تنفيذ برامج مجتمعية فعالة.
يهمك ايضا : تقاسم الأرباح والخسائر في الشركات في المملكة العربية السعودية
ما هي الحوافز الحكومية والقانونية المقدمة للشركات السعودية التي تعمل في قطاع المسؤولية المجتمعية؟
تقدم الحكومة السعودية مجموعة متنوعة من الحوافز لتشجيع القطاع الخاص على تبني وتوسيع مجال المسؤوليات المجتمعية للشركات بدون أن تؤثر على تحقيق الربح، وتلك الحوافز كالتالي:-
الحسم من الوعاء الزكوي للشركات:
نصت المادة (7) الفقرة الثانية منها في اللائحة التنفيذية لنظام جباية الزكاة يستثنى المكلفون -المنصوص عليهم في هذه المادة- الذين يمارسون أنشطة النفع العام من الخضوع لجباية الزكاة، وذلك من خلال طلب سنوي يقدم للهيئة خلال (120) مئة وعشرين يوماً من نهاية العام الزكوي، وذلك بأن تكون عوائدها مخصصة للصرف على وجوه البر العامة أو المجتمع، وليست لأشخاص معينين، ……)
2. زيادة قيمة أسهم الشركة:
منذ عام 2020 ألزمت هيئة السوق المالية (CMA) الشركات المدرجة في السوق المالية السعودية بالإفصاح عن سياساتها ومبادراتها في مجال المسؤولية الاجتماعية ضمن تقاريرها السنوية ، لأن ذلك يدفع الشركات لتبني ممارسات جيدة للحفاظ على سمعتها لدى المستثمرين والجمهور، مما يؤثر إيجابًا على قيمة أسهمها.
3. التقدير والجوائز:
تقدم المملكة مجموعة من الجوائز للشركات المتميزة في مجال المسؤولية الاجتماعية ، مما يعزز سمعتها وعلامتها التجارية ، ومن هذه الجوائز:
- الجائزة الوطنية للعمل التطوعي: تكرم هذه الجائزة، التي تشرف عليها وزارة الموارد البشرية، الشركات الرائدة في دعم وتشجيع العمل التطوعي لموظفيها وتنفيذ مبادرات مجتمعية. الفوز بجائزة وطنية يمنح الشركة دعاية إعلامية إيجابية واسعة، ويعزز من مكانتها كـصاحب عمل مفضل.
- جائزة الملك خالد: تتضمن هذه الجائزة المرموقة فرعًا للاستدامة، والذي يكرم الشركات التي تتبنى ممارسات مستدامة ومسؤولة اجتماعيًا.
- شهادة مواءمة: هي شهادة تمنحها وزارة الموارد البشرية للشركات التي تهيئ بيئة عمل شاملة وموائمة للأشخاص ذوي الإعاقة ، والحصول على هذه الشهادة لا يعزز فقط سمعة الشركة، بل قد يمنحها أفضلية في المنافسات والمشتريات الحكومية ومشاركة القطاع العام في المشاريع الحكومية ، حيث يعطي أولوية للشركات الفعالة في المسؤولية الاجتماعية.
لم تعد المسؤولية الاجتماعية للشركات خيارًا، بل هي استراتيجية أساسية لتعزيز تنافسيتك وزيادة أرباحك.
في شركة السلامة للمحاماة والاستشارات القانونية، نساعدك على تحقيق ذلك من خلال:
- إعداد الدليل الإرشادي القانوني لمشاريعك في المسؤولية الاجتماعية.
- تطوير لائحة الحوكمة الخاصة بشركتك، وتضمين مبادرات المسؤولية الاجتماعية فيها.
- ضمان الامتثال الكامل لجميع القوانين واللوائح ذات الصلة.
لدينا خبرة واسعة في عالم الشركات، وفريق عمل متخصص يعمل على حماية مصالحك واستدامة أعمالك.
تواصل معنا اليوم لتبدأ رحلتك نحو مسؤولية اجتماعية مستدامة وربحية أعلى.
اقرا أيضا : كيف تتظلم الشركات من قرارات الهيئة العامة للزكاة والضريبة